تأثير الترامادول

تأثير الترامادول

يُعد الترامادول واحدًا من أكثر مُسكنات الألم التي يتم إساءة استخدامها في الوقت الحالي بين قطاعات عريضة من المدمنين، يُستخدم الترامادول منذ اكتشافه عام 1977 بشكلٍ طبي لتخفيف الآلام المتوسطة إلى الحادة التي تلازم الحالات التي تُعاني من أمراض مُزمنة كالأورام السرطانية ومشاكل المفاصل والعضلات والعظام، وحالات الحوادث الشديدة والحروق، إلا أنه أصبح مُنتجًا رائجًا جدًا بين أوساط المدمنين للحصول على النشوة وزيادة القدرة على القيام بالأعمال الشاقة دون الشعور بالتعب والإجهاد.

نحاول في السطور التالية تسليط الضوء بشكلٍ أكبر على تأثير الترامادول الضار على جسم الإنسان عند إساءة استخدامه وأخذه بدون وصفة طبية وبدون سبب طبي يدعو إلى تعاطيه، أو الاستمرار في أخذه مع زوال السبب الطبي الذي دعا إلى تعاطيه.

تأثير الترامادول

تأثير الترامادول على الجسم

كما أسلفنا، يُستخدم الترامادول بشكلٍ طبي كمسكن للآلام المتوسطة إلى الشديدة، ويظهر أثره المسكن بعد نحو ساعة واحدة من التعاطي عن طريق الفم، ويصل تأثير الترامادول إلى الذروة خلال 2 إلى 4 ساعات، ويستمر مفعوله حتى 6 ساعات تبعًا لحالة الجسم وكمية الجرعة، يُمكن أخذ الترامادول عن طريق الأقراص، أو الشراب، أو قطرات العين، أو الحقن، أو حتى عن طريق التحاميل.

تأثير الترامادول السلبي أو الأضرار الجانبية عند تعاطيه بجرعات مقننة تشمل: الغثيان والدوخة والدوار، جفاف الفم، عسر الهضم، آلام البطن، القيء، الإمساك، النعاس، الصداع، وكما هو واضح لا تُشكل الأعراض الجانبية للترامادول مشكلة طبية خطيرة في معظم الحالات في حالة استعماله لمدة قصيرة وعن طريق وصفة طبية لتخفيف الآلام.

أما تأثير الترامادول على الجسم عند تعاطيه بجرعات زائدة أو الإدمان عليه فتشمل:

  • الخدر في الجسم، والشعور بالتنميل والوخز في الأطراف، والطنين في الأذن.
  • الهلوسة، والإحساس بجنون العظمة، والقلق الشديد، والارتباك، ونوبات الهلع.
  • عدم القدرة على التركيز أو القيام بالأعمال الذهنية المعقدة أو الإبداع رغم شعور المتعاطي بالنشاط والرغبة في القيام بالأعمال المختلفة.
  • فقدان الشهية والإصابة بالأرق وعدم القدرة على النوم.
  • ضعف القدرة الجنسية على المدى الطويل على عكس ما يُشاع من أن الترامادول مُنشط جنسي.
  • الاعتماد البدني وظهور متلازمة الانسحاب في حالة التوقف عن التعاطي.

تأثير الترامادول على القلب

تأثير الترامادول على القلب

تأثير الترامادول على القلب يتضمن زيادة خطر الإصابة بالجلطات بين متعاطيه، خصوصًا عند الإدمان عليه لفترات طويلة، وعند تعاطيه بين الأشخاص الذين يزيد سنهم عن 35 عامًا، خطورة الترامادول على القلب تزيد أيضًا نظرًا لحقيقة أنه بالأساس مسكن للآلام، فحينما تحدث جلطات القلب أو غيرها من المشاكل في عضلة القلب لا يشعر المريض بما يحدث له في الساعات الأولى لحدوث المشكلة.

من المعروف أن الساعات الأولى لحدوث مشاكل القلب هي الساعات الحاسمة في تحديد مدى الضرر الدائم الذي قد يُصيب المريض، وتوفير الرعاية الطبية العاجلة في هذه المرحلة يقلل كثيرًا من الآثار الضارة للجلطات والمشاكل القلبية الأخرى. لهذا لا يتم وصف الترامادول على الإطلاق للأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي مُتعلق بأمراض القلب، أو الأشخاص المعرضين للإصابة بمثل هذه الأمراض لسبب أو لآخر.

من ناحية أخرى قد تسبب الجرعات الكبيرة جدًا من الترامادول، خصوصًا عند استعماله مع أنواع أخرى من المخدرات، خطر الإصابة بقصور في الدورة الدموية أو توقف عضلة القلب مما يعد سببًا مباشرًا للموت.

تأثير الترامادول على الكبد

يختلف تأثير الترامادول على الكبد حسب وجود حالة مرضية للمتعاطي في الكبد من عدمه، ورغم عدم وجود علاقة مباشرة بين تعاطي الترامادول والإصابة بأمراض الكبد المختلفة إلا أنه كغيره من المسكنات القوية قد يؤدي إلى أنواع مختلفة من الالتهابات في الكبد تتراوح من الالتهاب البسيط إلى الالتهاب الحاد الذي قد يسبب قصورًا في عمل الكبد، ويُصبح الضرر أكثر وضوحًا عند تعاطي الترامادول بجرعات كبيرة أو الاستمرار في تعاطيه لمدة طويلة.

الترامادول والنساء الحوامل والمرضعات

الترامادول والنساء الحوامل والمرضعات

مثل غيره من الأدوية التي تُسبب آثارًا انسحابية (الآثار التي تحدث عند التوقف عن أخذ الدواء،) تُمنع النساء الحوامل تمامًا من تناول الترامادول، وذلك لاحتمالية أن يُسبب أعراضًا انسحابية عكسية على الأطفال حديثي الولادة، أيضًا أثبتت بعض الدراسات أن تعاطي الترامادول أثناء فترة الحمل يزيد من خطر حدوث الإجهاض، لكن لم توجد أي دلائل على أن الترامادول يُسبب تشوهات في الأجنة.

أما عن تأثير الترامادول على الرضاعة ففي الحقيقة لا يُوجد حتى الآن ما يُثبت أن هناك خطرًا حقيقيًا على الطفل عند تعاطي المرضعة دواء الترامادول، فقد وجدت إحدى الدراسات أن الرضع الذين تتعاطي أمهاتهم الترامادول يصل إليهم ما يُقارب 2.88% من الجرعة عن طريق حليب الثدي، ولا توجد أدلة على أن هذه النسبة تُسبب ضررًا ملحوظًا على الرُّضع.

بالطبع الآثار المذكورة بعاليه هي آثار الجرعات العادية من الترامادول التي يتم تحديدها بواسطة طبيب متخصص لحالات بعينها، أما تأثير الترامادول عند الحديث عن جرعات عالية أو عند التعاطي الإدماني الكثيف له فيختلف تمامًا عن النتائج الموجودة بعاليه، ومن الممكن أن يُشكل التعاطي الإدماني عند الحوامل والمرضعات أضرارًا كبيرة للأجنة والرُّضع.

تأثير الترامادول على الكبد

إدمان الترامادول

كما هو واضح مما ذُكر، يسبب الترامادول الكثير من المشاكل الصحية عند تعاطيه بجرعات كبيرة أو التعود على تعاطيه بدون سببٍ طبي يدعو إلى ذلك، لكن المشاكل النفسية التي يُسببها الترامادول قد تكون أخطر كثيرًا، خصوصًا عند اعتياد المدمن عليه، واستعداده لفعل أي شيء للحصول على الجرعة التي تصبح أكبر وأكبر مع الوقت لاعتياد الجسم على الجرعات الصغيرة وعدم تأثيرها بالشكل الذي يتوقعه المدمن.