علاج إدمان السكر

علاج إدمان السكر

يعد إدمان السكر من أكثر الظواهر انتشاراً لا سيّما في عالم الأطفال، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل أهمها الأهل والأقارب حيث أصبح إعطاء الأطفال الحلويات بمثابة مكافأة لهم عند قيامهم بأفعال جيدة أو حافز لهم حتى يقوموا بأداء ما عليهم من واجبات إلى أن أصبحت السكريات من مكملات يومهم، فلا يكاد يمر يوم بدون أكلها ومن ثم يصل بهم الأمر إلى إدمانها، لذا وجب على الأهل التنوع في أساليب المكافآت والهدايا المحفزة لأطفالهم لتجنب وصولهم لمرحلة إدمان الحلويات.

أما في عالم الكبار فالوضع يختلف، فإدمان السكر وإدمان الحلويات لديهم يكون ربما بسبب تعودهم عليها منذ الصغر أو بسبب كثرة الإعلانات المغرية عن الحلويات كالشيكولاتات والدونات والتورتات سواءً في التلفزيون أو على صفحات الإنترنت، مما يجعلهم يفقدون السيطرة على أنفسهم في تناولها بشكل مفرط. وربما بسبب ارتباط هذه الأشياء بالسعادة حيث أنها تساعد على زيادة إفراز مادة “الدوبامين” من المخ أو ما يعرف بهرمون السعادة.

إن التحكم في النفس وضبط معدل وكمية أكل السكريات يعتبر أسهل في عالم الكبار عنه في عالم الأطفال، ففي عالم الكبار قليل من الإرادة ومعرفة الآثار الجانبية لإدمان السكريات تمكّن الإنسان البالغ من ضبط معدل أكله منها واتباع نظام صحي مفيد، أما في عالم الأطفال فالأمر صعب حيث أنه من المستحيل إقناع طفلك بخطورة الإفراط في تناول الحلويات لكن من الممكن أن تقنن وجودها داخل البيت، لذلك يمكننا القول بأن علاج إدمان السكر في البالغين أيسر من علاجه بالنسبة للأطفال.

فيما يلي سنتحدث عن علاج إدمان السكر والسكريات سواءً للكبار أو الصغار.

 

علاج إدمان السكر

 

علاج إدمان السكر والسكريات

قد تتوهم أنّ طريق علاج إدمان السكر والسكريات طريق شاق ومتعب ويحتاج إلى مجهود كبير وكبت نفسي رهيب لكن في الحقيقة هذا ليس صحيحاً، فكل ما في الأمر أن تمتلك قليلاً من الإرادة والعزيمة وأن تأخذ الأمر على محمل الجد. إن العلاج يعتمد في الأساس عليك أنت، فقط قليل من الإرادة والعزيمة وقدرتك على التقليل من هذه الأطعمة ثم اتباع الأنظمة الصحية لحياة أفضل.

علاج إدمان السكر وإدمان الحلويات قد يكون صعباً في بداية الأمر كأي شيء جديد تبدأ فيه، لكن ما إن بدأت فبنسبة كبيرة تكون قد وصلت لنصف المشوار، وينبغي أن تكون البداية نابعة منك أنت ثم بعد ذلك تتجه إلى بدائل هذه الأطعمة وإلى نظام صحي يحافظ على جسمك ويحميك من الأمراض.

قد تتساءل الآن كيف أبدأ؟ وكيف أستمر على العلاج؟ وما مدى خطورة هذا النوع من الإدمان؟ فيما يلي ستجد أجوبة لكل هذه التساؤلات.

  • ابدأ بالتقليل من تناول الحلويات والسكريات خلال يومك تدريجياً.
  • يمكنك استبدال هذه الأطعمة الغنية بالسكريات بأطعمة أخرى طبيعية كبعض أنواع الفاكهة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر ثم أطعمة تحتوي على نسبة أقل من السكر ثم أطعمة تحتوي على نسبة لا بأس بها من السكريات وهكذا، والفائدة من ذلك أن الأطعمة الطبيعية لا تحتوي على نسبة لا بأس بها من السكريات فحسب، إنما تحتوي أيضاً على فيتامينات وألياف غذائية ومضادات للأكسدة التي تفيد الجسم.

هناك العديد من أنواع الفاكهة تحتوي على نسبة عالية من السكريات التي قد تشعرك بالاكتفاء السكري وتساعدك على  الاستغناء عن الحلويات والسكريات التي تؤذي الجسم، مثل: التين والعنب والتفاح والرمان والتمور والمانجو والمشمش والكمثرى والخوخ، لذلك تعد الفاكهة من أهم الأشياء التي تبدأ بها خطواتك لعلاج إدمان السكر والسكريات.

 

علاج إدمان السكر بالفواكه

 

  • احذر من تناول بدائل السكر والمحليات الصناعية التي تقوم المصانع بإنتاجها وتوزيعها في الأسواق، فمن الاعتقادات الخاطئة أن بدائل السكر تحد من أكل السكريات والحلويات، لكن التجارب والنظريات أثبتت أنها تزيد شغف الإنسان بأكل الأطعمة الغنية بالسكر والحلويات مما قد يسبب زيادة في الوزن وضرر بالصحة العامة.
  • حاول الابتعاد عن أماكن بيع الحلويات والسكريات بشكل عام، وعن كل ما يثير رغبتك في أكلها وساعد نفسك على تقنين الأخذ منها.
  • شجع نفسك على اتباع نظام صحي غني بالبروتين والفيتامينات والألياف الغذائية والسكريات الطبيعيىة سواءاً من الخضروات أو الفاكهة، كما يمكنك تناول وجبات صغيرة على فترات طويلة.
  • إيمانك التام بأنّ النتيجة التي ترجوها لن تأتي في يوم وليلة أو بين عشية وضحاها لذا كن صبوراّ واستمر حتى تتعود، فكما أنك تعودت على الإفراط في أكل السكريات حتى وصلت للإدمان أيضاً ستتعود على تركها أو تقليل الأخذ منها.
  • وجود البروتين في نظامك الغذائي يعتبر من أهم الأسباب التي تساعدك على الحد من الشعور بالرغبة في تناول الحلويات والأطعمة الغنية بالسكريات، وهو أحد أهم خطوات العلاج.
  • قم بممارسة الرياضة التي تحبها بشكل يومي، حيث إن الرياضة تحمي جسمك من الآثار السلبية للحلويات والأطعمة الغنية بالسكر، وحفز نفسك دائماً واشغل وقتك.
  • قم بالجري لمدة نصف ساعة يومياً، فهذا يفيد جسمك ويجعله صحياً أكثر.
  • يمكنك أيضاً عمل ريجيم صحي مناسب لحالة جسمك، فأول خطوات الريجيم هي التقليل من أكل السكريات وشرب شاي بدون سكر.
  • معرفة أنّ النسبة التي يحتاجها الفرد يومياً من السكر هي 6 ملاعق صغيرة (100 سعرة حرارية) للسيدات و9 ملاعق صغيرة (150 سعرة حرارية) بالنسبة للرجال.
  • انشر هذا الوعي وأهمية علاج هذا النوع من الإدمان بين أصدقائك واعمل في مجموعات حتى تشجع نفسك.
  • عليك اختيار بدائل لهذه الأطعمة الغنية بالسكريات والحلويات، كالزبادي بالفواكه ومنتجات الألبان بشكل عام.
  • الإكثار من شرب المياه؛ فالمياه تقلل الشعور بالرغبة في تناول الحلويات والسكريات وتشعرك بالشبع كما أنها مفيدة للجسم بشكل عام.
  • تجنب تناول العصائر المعلبة التي تحتوي على مواد حافظة تضر بالجسم.
  • ضرورة وجود الألياف في نظامك الغذائي؛ حيث إن الألياف الغذائية تعطي الجسم طاقة وتعطي شعوراً دائماً بالشبع وتحافظ على بقاء نسبة السكر في الدم طبيعية.
  • الاستعانة ببعض الأدوية مثل ” “varenicline المعروف تجارياً باسم “champix”، حيث أثبتت بعض الدراسات الحديثة أنه كما يستخدم لعلاج مدمني الكوكايين فإنه أيضاً يستخدم في علاج إدمان السكر وإدمان الحلويات.
  • يمكنك أيضاً الاستعانة بأخصائي نفسي، حيث أُثبت مؤخراً أن إدمان السكر والحلويات ليس إدماناً بيوكيميائياً إنما هو إدماناً سيكولوجياً في المقام الأول، لذا فإننا نؤكد على أهمية الإرادة والمثابرة في العلاج للوصول لأفضل نتيجة.
  • تقنين أكل الحلويات لدى الأطفال، فمخاطر إدمان السكر والحلويات لدى الأطفال تفوق مخاطره لدى الكبار، فالأطفال في هذه السن في مرحلة نمو وبناء للجسم ومن الصعب إقناع الطفل بخطورة الإفراط في تناول هذه الأطعمة، فيجب على الأهل تحديد موعد لأكل مثل هذه الأطعمة واستبدالها تدريجياً بالأغذية الصحية المفيدة الطبيعية والعصائر الطبيعية الطازجة المصنعة في المنزل.

علينا بذل جهدنا في توعية هؤلاء الأطفال بأن كثرة أكل الحلويات سوف تؤثر على صحتهم على المدى البعيد، وعلى نموهم وبناء أجسامهم على المدى القريب.

اقرأ أيضا: علاج إدمان الطعام

 

معوقات علاج إدمان السكر

 

معوقات قد تواجهك في علاج إدمان السكر والسكريات

  • أثبتت الدراسات أن مدمن السكريات والحلويات قد يواجه في أول شهرين من العلاج صعوبات، ولكن يمكنه في هذه الفترة تناول الأطعمة التي تقلل الرغبة في أكل الحلويات وتساعد على إنقاص الوزن وتمد الجسم بالبروتين والدهون المفيدة.
  • إن الابتعاد عن تناول الأطعمة الغنية بالسكر والحلويات بشكل عام ليس أمراً سهلاً، ففي بادئ الأمر قد يشعر المدمن بالمتاعب والتوتر والقلق والإجهاد ولكن عليه التحلّي بمزيد من الصبر والمثابرة.
  • عليه دائماً أن يقاوم نفسه في أكل الحلويات ويقاوم المغريات من حوله سواءاً على التلفزيون أو على صفحات الإنترنت.
  • قد لا يتفهم من حوله أنه في مرحلة علاج فربما يقدمون له الحلويات بكثرة، لذا عليه أن يتفهم هذا ويراقب نفسه ولا يأكل الكثير من هذه الأطعمة.
  • في كثير من الأوقات تكون أنواع الحلويات ظاهرة كما في الجاتوهات والآيس كريم، لكن هناك أطعمة خفية تحتوي على نسبة سكريات كمعجون الطماطم والفول المحمص لذلك ينبغي الحذر ومعرفة محتويات ما نأكله.

 

مخاطر إدمان السكر

 

مخاطر إدمان السكر وإدمان الحلويات وعدم الإسراع في العلاج

قد يتوهم البعض أن الأمر ليس بهذه الخطورة، لكن الحقيقة أن الأمر أخطر مما يتخيل فإدمان السكريات يؤدي في بداية الأمر إلى زيادة نشاط الجسم في حرق الدهون وإدخال السكر للخلايا حتى يستفيد الجسم، لكن على المدى الطويل “الإدمان” يصل الجسم إلى حالة من التعب والإنهاك ولا يستطيع القيام بالعمليات الحيوية اللازمة ومن ثم تخزين السكر في الجسم والإصابة بالسمنة والإرهاق.

ومما لا شك فيه أن إدمان الحلويات يشكل خطراً جسيماً على صحة الإنسان وإنهاكاً للجسم وما يفرزه من هرمونات تساعد على امتصاص هذه المواد لينتفع بها الجسم، كما أنه كلما طالت فترة إدمان الحلويات كلما كان مشوار العلاج أطول وربما أصعب.

أيضاً يسبب إنهاكاً وضرراً بالغاً للأسنان، فالوسط السكري يعتبر وسطاً مناسباً جداً لوجود البكتريا التي تتغذى عليه وتخرج الأحماض التي تعمل على إذابة طبقة “المينا” في الأسنان، ومن ثم تؤدي إلى الإصابة بحساسية الأسنان وتآكلها شيئاً فشيئاً، كما يسبب ضعفاً للأسنان بفعل البكتريا التي تسبب التسوس الذي يؤدي إلى فقدان الأسنان إذا لم يتم العلاج.

إن علاج إدمان السكر والسكريات يعد أمراً ليس سهلاً فهو أولاً وأخيراً إدمان، وعلاجه كعلاج إدمان الكوكايين والكافيين وغيرهما، لكنه كذلك ليس صعباً إنما يكمن الأمر في اتخاذ قرار البداية ومواصلة العلاج ومواجهة التحديات التي قد تواجهها في طريق علاجك، حتى تصل للنتيجة المرجوة من أجل حياة صحية أفضل.