تأثير الكحول على الجهاز العصبي
تأثير الكحول على الجهاز العصبي
على الرغم من التأثير المؤقت للكحول في تحسين الحالة المزاجية والشعور بالسعادة، إلا أنه على المدى الطويل يتسبب في الكثير من المشكلات الصحية، وخاصةً بالنسبة للجهاز العصبي والدماغ. قد يسوء الأمر فيصاب الشخص المتعاطي بالاكتئاب، فقدان الذاكرة أو حتى التفكير في الانتحار.
من تأثير الكحول على الجهاز العصبي أنه قد يغير من نشاط الدماغ وسلوك الإنسان بعدة طرق مختلفة، تختلف شدة تلك التأثيرات وفقًا لعدة عوامل من أهمها المرحلة العمرية، النوع، تاريخ التعاطي، ونقص التغذية.
يعتمد نشاط الدماغ على توازن دقيق لبعض المواد الكيميائية والناقلات العصبية. ويؤدي تناول الكحول لحدوث خلل بهذا التوازن، مما يؤثر على طريقة التفكير الصحيحة، المشاعر واتخاذ القرارات، ومع تعاطي الكحوليات لفترات طويلة قد يؤثر على الصحة العقلية بشكل أكثر ضررًا، حيث يتسبب في تأخير وصول الناقلات العصبية، وهي العناصر الكيميائية التي تساعد على نقل الإشارات العصبية من الأعصاب إلى الدماغ وبالعكس.
يظهر أثر الكحول على الجهاز العصبي للمرة الأولى كشعور بالاسترخاء و تحسن مؤقت بالحالة المزاجية، حيث يتسبب الكحول في بعض التغييرات الكيميائية داخل الدماغ. لكن مع تناول المزيد، تتأثر أجزاء الدماغ بشكل كامل، فتختل جميع أنشطة الدماغ الأخرى، ويبدأ الشخص بفقدان الاتزان أثناء المشي، وعدم القدرة على التحدث بطريقة صحيحة، والشعور بالقلق وبعض المشاعر السلبية كالغضب والاكتئاب.
يقوم بعض الأفراد بتناول الخمر للتخلص من التوتر والشعور بالاسترخاء، إلا أن تأثير الخمر على الجهاز العصبي تأثير خطير وضار جدًا. على المدى الطويل، يتسبب تعاطي الكحوليات في الشعور بالقلق والاكتئاب ليصل الشخص المتعاطي إلى حالة سيئة يصعب التخلص منها، بل قد تمتد إلى محاولات الانتحار.
مع الإفراط في شرب الخمر، يحدث تداخل بين عمل المواد الكيميائية المسئولة عن التوصيل العصبي والكحولات، فتتباطأ أنشطة الدماغ، بما فيها القدرة على استعادة المعلومات واتخاذ القرارات، كما يؤثر كذلك على التنبيه والأداء الحركي.
تأثير الخمر على الجهاز العصبي وفقدان الذاكرة
مع شرب الخمر بكميات كبيرة، لا يستطيع الدماغ تسجيل أي ذكريات، وهو ما يعني أن الشخص يستيقظ في الصباح التالي دون أن يتذكر أي من الأحداث خلال اليوم السابق. فقدان الذاكرة الجزئي لا يعني أن خلايا الدماغ تعرضت لتلف كامل، ولكن مع استمرار تعاطي الكحول بشكل مفرط، يتعرض الدماغ لتلف شديد يؤثر على نشاط الدماغ بالكامل. ومع استمرار ذلك، يؤدي بالتأكيد لفقدان دائم للذاكرة.
أكدت بعض الدراسات أن الرجال ممن يتناولون أكثر من 2.5 مشروب كحولي خلال اليوم في مرحلة منتصف العمر، هم الأكثر عرضة للأمراض العقلية وخاصةً فقدان الذاكرة.
أثر الكحول على الجهاز العصبي وتلف الدماغ
لا شك أن تعاطي الكحوليات من أهم الأسباب وراء تلف الدماغ. عند فحص الدماغ بالأشعة المقطعية في حالات إدمان الكحوليات، تبدو بنيته مختلفة تمامًا مع فقدان بعض الأنسجة في مناطق مختلفة من الدماغ. واحدة من أبرز التغييرات المرتبطة بإدمان الكحول هي تلف الحزم العصبية التي تربط بين الخلايا العصبية في مناطق مختلفة من الدماغ، مما يؤثر بشكل واضح على الأنشطة الدماغية والحركية أيضًا، فيصاب مدمني الخمر بالعديد من الأعراض كالصداع، التهيج العصبي، والتي قد تصل إلى الغيبوبة الكاملة، وتعرض أعصاب الجسم بالكامل إلى ما يسمى باعتلال الأعصاب الكحولي. قد ينتهي الأمر بالإصابة بحالات من الصرع، نوبات الإغماء الشديدة، التشنجات وغيرها.
مرض اعتلال الأعصاب الكحولي Alcoholic Neuropathy
تحدث الإصابة بمرض اعتلال الأعصاب الكحولي عند تلف الأعصاب الطرفية نتيجة لإدمان الكحوليات. الأعراض الرئيسية لهذا المرض هي الشعور بالألم وإحساس بالوخز في الأطراف، وتكون الفيتامينات ومسكنات الألم هي الخيار الأول لعلاج تلك الأعراض الشائعة لاعتلال الأعصاب الكحولي.
تناول الكحوليات سام جدًا لأنسجة الأعصاب، ويبدأ الأشخاص ممن يتعاطون الكحوليات بشكل مفرط في الشعور بالألم والوخز في الأطراف. تعرف تلك الظاهرة باعتلال الأعصاب الكحولي، حيث تفقد الأعصاب الطرفية قدراتها على نقل الإشارات العصبية بين الجسم، الدماغ والحبل الشوكي.
بعض المكملات الغذائية والفيتامينات مثل الثيامين، الفولات، النياسين، فيتامين B6، وفيتامين B12، وفيتامين E هي من العناصر الأساسية اللازمة لإتمام وظيفة الأعصاب بشكل جيد. لكن مع تناول الكحوليات بشكل مفرط، تختل مستويات تلك العناصر، والتي تؤدي للإصابة بحالة اعتلال الأعصاب الكحولي. ولحسن الحظ، فإن الإقلاع عن تناول الكحوليات يساعد على استعادة توازن العناصر الغذائية، مما يساعد على التخلص من تلك الأعراض والوقاية من تلف الأعصاب.
Comments are closed.