من هو د. نايف المطوع؟

من هو د. نايف المطوع ؟

دكتور نايف المطوع (Dr. Naif Al Mutawa) هو رجل أعمال، ومحاضر، وطبيب نفسي كويتي حاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي من جامعة لونج آيلاند في نيويورك، يعمل عضوًا في هيئة تدريس جامعة الكويت منذ 2005، حيث يدرّس مهارات التواصل والعلاج الإدراكي وعلم النفس والكتابة وغيرها من المواد.

في رصيد دكتور نايف المطوع الأكاديمي شهادة دكتوراه، وثلاث شهادات ماجستير، وثلاث شهادات ليسانس في مجالات متنوعة، بالإضافة إلى شهادة البكالوريوس في الطب النفسي. وصفته مجلة فوربس والمركز الإسلامي الملكي للدراسات الاستراتيجية بأنه “واحد من أكثر العرب تأثيرًا في الوقت الحالي.”

د. نايف المطوع هو مؤسس مركز السور مع الدكتور جعفر بهبهاني، وهو مركز نفسي متقدم يجمع بين أساليب العلاج وبين التقييم السلوكي، كما يعد دكتور نايف أحد المعالجين النفسيين المرخصين بطريقة التنويم المغناطيسي المعروفة والمعتمدة على نطاق واسع.

بجانب عمله في الطب النفسي يُعرف د. نايف أيضًا بتأليفه “سلسلة 99” وهي سلسلة رسوم متحركة للأبطال الخارقين مستوحاة من قصص مارفل الأمريكية، لكن بصبغة عربية وإسلامية حرص الدكتور نايف على التأكيد عليها.

يسعدنا في السطور المقبلة أن نقدم لكم مقابلة أجريناها مع دكتور نايف المطوع يعطينا فيها بعض النصائح الهامة والرؤى الشخصية حول موضوع علاج الإدمان وإعادة تأهيل المدمنين، والمشاكل المتعلقة بعمليات العلاج وإعادة التأهيل في الوطن العربي. إليكم نص المقابلة:

مركز الكابين: لماذا برأي د. نايف يجد الكثير من المدمنين -وخصوصًا العرب- أنه من العار طلب المساعدة في العلاج من الإدمان؟

د. نايف المطوع: باعتقادي أن العلاقة بين العار وبين طلب المساعدة في العلاج من الإدمان أمر موجود في كل الثقافات، لكن بالنسبة لقطاعات عريضة من الأشخاص في العالم الإسلامي على سبيل المثال لا يُنظر للإدمان على أنه مرض مزمن يجب علاجه فقط، بل يُنظر إلى الشخص المدمن على المخدرات على أنه متعاطي للخمور أيضًا.

وبالنظر إلى أن الخمر في الإسلام محرمة دينيًا تحريمًا قطعيًا، فإن المدمن ينظر إليه على أنه يرتكب جرمًا ويسير بأفعاله ضد تعاليم الدين، مما ينقل المشكلة إلى مستوى مختلف تمامًا، فالشخص يبدأ في التفكير في أنه ذاهب إلى النار لا محالة لأنه يتعاطى الخمر. هذا الأمر غير موجود في العديد من الثقافات الأخرى التي لا تربط بين مشكلة الإدمان وبين الإيمان الديني مثلما يفعل العديد من الأشخاص في العالم الإسلامي.

في الواقع لدي قناعة بأن هذا الربط بين الإدمان وبين الإيمان من الممكن أن يساعد كثيرًا في برنامج إعادة تأهيل المدمنين، لكن بشرط أن يستخدم هذا العامل بالشكل الصحيح، وليس مثل ما يفعل الكثيرون بالضغط على المدمن وإخافته على الدوام بأنه ذاهب إلى النار بسبب إدمانه، المدمن مريض يجب علاجه لا تخويفه.

مركز الكابين: لماذا ينصح دكتور نايف عملائه بمركز الكابين شيانج ماي لعلاج الإدمان؟

د. نايف المطوع: مركز الكابين شيانج ماي هو مركز عالي المستوى لعلاج الإدمان، وفي نفس الوقت أسعار العلاج فيه معقولة مقارنة بمراكز أخرى مماثلة. بكلمات أخرى هو يجمع ما بين الجودة وبين السعر الجيد، والسعر المتوازن يشكل فارقًا كبيرًا بالنسبة للعديد من الأشخاص.

باعتقادي أن نهج علاج الإدمان القائم على فكرة “العار” والذي يركز بشكل كبير على رأي الدين في المدمن لم يعد مجديًا، مع اعتقادي بأن الدين يمثل أهمية كبيرة في أي عملية علاج إذا كان الشخص لديه قناعات دينية قوية، لكن عملية إعادة تأهيل المدمن ليست عملية جالبة للعار بأي شكل من الأشكال، فالمدمن لا يمكن لومه على إدمانه، أو القول له بأن ما يفعله ضد الدين، في الحقيقة أسلوب الإدانة والعار الذي يستخدم من قبل العديدين يمكن أن يسبب الإدمان في حد ذاته.

لهذا السبب استثمر مركز الكابين شيانج ماي لعلاج الإدمان في إنشاء برنامج بصبغة عربية، حتى إن المركز يُقدم طعامًا عربيًا لكن في قلب تايلاند لإعادة تأهيل المدمنين. فكرة إنشاء المركز في مكان منعزل هي بسبب نظرة العديد من الأشخاص السلبية لعلاج الإدمان واعتباره من التابوهات التي تجلب عارًا لا يُمحى عن الشخص، المكان ناءٍ ومنعزل لكنه حميمي وجميل حقًا.

مركز الكابين: ما هي نصيحة د. نايف المطوع للشخص الذي يعاني من الإدمان؟

د. نايف المطوع: ما أود أن أنصح به أي مدمن هو أن يسارع في طلب المساعدة، فكلما كان التدخل في بدايات الإدمان كلما كانت فرصة الشفاء والعودة إلى الحياة الطبيعية أكبر، كلما ازداد عدد السنوات التي تقضيها في مستنقع الإدمان كلما فقدت العديد من الأشياء الهامة بالنسبة إليك في الحياة، وأيضًا كلما صعب عليك العودة إلى حياتك الطبيعية مرة أخرى.

يمكن النظر إلى الأمر كما لو كنت في السجن، فلو قضيت 10 سنوات في السجن ثم خرجت، بالتأكيد لن تجد العالم من حولك كما كنت تعرفه قبل دخول السجن، فالأشخاص الذين كنت تعتمد عليهم في حياتك مثلاً لن تعد تراهم أو تجدهم إلى جانبك، وسيتوجب عليك البدء من الصفر. كلما أسرعت بالخروج من حالة الإدمان كلما كانت عملية العودة إلى حياتك العادية أسهل بالنسبة إليك، لكن إذا أصررت على الاستمرار، فإن عملية التعافي تصبح أصعب عليك، وربما تصبح أقرب للمستحيل.

مركز الكابين: ما هي نصيحة دكتور نايف المطوع للأسر التي لديها فرد مدمن؟

د. نايف المطوع: “الإدمان مرض كأي مرض يحتاج إلى العلاج، وبدون العلاج لن تحل المشكلة”، هذه هي نصيحتي لأي شخص يعاني من وجود مدمن بين أفراد أسرته، طالما أن الشخص مدمن سيظل مدمنًا ما لم يُعالج، نعم المعجزات قد تحدث أحيانًا، فقد ينجو شخص ما من حادث تحطم طائرة كل 50 أو 60 عامًا، لكن المدمن لا يُشفى وحده بدون علاج في الغالبية العظمى من الحالات، المدمنين ينتهون كلهم مجرمين، ولصوص، ومتسولين للحصول على ثمن جرعاتهم كما نرى ونسمع.

في الكثير من الحالات مجرد معرفة المدمن بأنه من الأفضل له أن يتغير ويترك الإدمان لا تكفي للعلاج، ففكرة التغيير ترعب أي مدمن بالمعنى الحرفي، حتى لو كان هذا التغيير للأفضل، وفي هذه النقطة يُصبح التدخل مطلوبًا، لكن عليك في البداية أن تعرف أن هذا ليس خطأك كرب أسرة، وفي الكثير من الحالات ليس حتى خطأ المدمن، فالكثير من المدمنين يبدأون إدمانهم بتجربة أمر ما كان لهم أن يجربوه وهم صغار، وحتى لو كان الأمر خطأً من المدمن لا يجب أن يُعاقب شخص طوال حياته بسبب قرار وحيد خاطئ قام باتخاذه عندما كان صغيرًا. اطلب المساعدة من المتخصصين بأسرع ما يمكن للتأكد من حصول المدمن على أفضل فرصة ممكنة للتعافي من إدمانه.

مركز الكابين: ما هي معوقات علاج الإدمان في العالم العربي برأي دكتور نايف المطوع؟

د. نايف المطوع: الثقة برأيي هي أحد الحواجز المهمة لمهام إعادة التأهيل وعلاج الإدمان في الوطن العربي، لهذا السبب الكثير من الأشخاص يستغربون بأن 100% من عملائي هم من العرب، وأغلبهم من الكويتيين، ويسألون لماذا لا يلجأ الكويتيون إلى طبيب غربي؟ فأجيبهم بأنه طالما توافرت الثقة بين الطبيب وبين المعالج ستتم عملية المعالجة بنجاح.

لهذا أنا أؤمن بأهمية الثقة بين المعالج والمريض، وأؤمن أيضًا بأهمية العلاقة الشخصية الدافئة بين الطرفين، وأيضًا الاحترام بين الطرف المعالج والطرف الذي يطلب المساعدة.

كما أن صبغ عملية المعالجة بصبغة تجارية بحتة يبعد الكثير من الأشخاص الراغبين في العلاج عن مؤسسات العلاج ويفقدهم الثقة فيها، وهناك أيضًا تلك المراكز العلاجية التي تشعر المدمن بالعار من إدمانه بطريقة غير مباشرة عن طريق مقراتها الصغيرة والمخفية، وكأنها تقول للمريض إننا قد أحضرناك إلى هذا المكان الصغير والمخفي لعلاجك بدون أن يراك أحدهم.

أيضًا -في الكويت بشكل خاص- أحد المعوقات الرئيسية لعلاج الإدمان هو عدم وجود الطواقم المؤهلة بشكل صحيح للتعامل مع المدمنين، فلدينا على سبيل المثال إثباتات لحصول العديد من المعالجين النفسيين على رخص لممارسة المهنة بدون أن تكون لديهم المؤهلات الكافية للحصول على هذه الرخص. سبب هذه المشكلة يرجع بشكل رئيسي إلى أحداث غزو الكويت عام 1990 والتي أعقبها احتياج الكثير من المواطنين إلى علاجات نفسية جراء ما لاقوه من أهوال، وكان الحل الوحيد هو التساهل في منح تراخيص مزاولة العلاج النفسي للعديد من الأشخاص حتى لو لم يكن تأهيلهم مناسبًا لسد العجز في المعالجين.

للأسباب السابقة يحجم العديد من المدمنين عن الاستعانة بخدمات العلاج من الإدمان، والحل للتغلب على هذه المعوقات هو الحرص على إعطاء المدمن الرعاية التي يستحقها كأي مريض عادي، فطالما تحترم مريضك، سيحترم مريضك إجراءات العلاج من الإدمان.