طرق علاج الإدمان على المخدرات
طرق علاج الإدمان على المخدرات
قبل البدء في علاج الإدمان على المخدرات يجب على المدمن الاقتناع بفكرة العلاج نفسها، لأن علاج الإدمان ليس سهلا ويستغرق وقتا أحيانا يمتد لشهور، فإن لم يقتنع مريض الإدمان بأهمية العلاج لن يكون لديه الصبر أو القوة لتحمل العلاج، ويجب أن ينبع ذلك من ذاته بالإضافة إلى الدعم الخراجي من قبل الأهل والأصدقاء، إذ لا يجب أن يُترك وحيدا في هذه التجربة الشاقة والتي تحتاج إلى الصبر والمجهود.
علاج الإدمان على المخدرات سوف يعيد لمريض الإدمان حياته التي سُلبت منه، ويفتح له آفاقا كي يبدأ من جديد في عالم بلا مخدرات.
أهداف علاج الإدمان على المخدرات
يهدف العلاج من الإدمان على المخدرات لعدة أشياء أهمها:
- التخلص من المادة المخدرة بالجسم.
- التوقف عن تعاطي المخدرات، وعدم العودة إليها مرة أخرى.
- عودة المتعاطي لحياته الطبيعية وممارسة الأنشطة اليومية دون عوائق، وأن يكون إنسان منتج وناجح.
- عودة الاستقرار النفسي للمريض.
طرق العلاج من الإدمان على المخدرات
تتعدد طرق علاج الإدمان على المخدرات من شخص إلى آخر، وتختلف تبعا لعدة عوامل كعمر المريض والمادة المخدرة التي يتعاطاها وأيضا المدة الزمنية التي تعاطى فيها المخدر. ويعتقد الكثير من الناس أن الإدمان على المخدرات يمكن معالجته بالمنزل دون الحاجة للذهاب إلى المستشفى أو مركز متخصص لعلاج الإدمان، وربما ينبع هذا الاعتقاد من خوفهم من معرفة الناس للأمر، حيث أن الإدمان على المخدرات يعتبر وصمة عار على كل أفراد عائلة المريض مما يجعلهم في معظم الأحيان يحاولون إخفاء الأمر على الجميع، ومحاولة علاجه بالمنزل دون اللجوء لمستشفى أو مركز طبي متخصص.
قد ينجح بالفعل العلاج من الإدمان على المخدرات بالمنزل ولكن فرص هذا النجاح ضعيفة خاصة في المراحل المتقدمة من الإدمان، إذ أن متابعة المريض بصفة مستمرة (24 ساعة باليوم) أمر ضروري وربما لا يتوفر ذلك بالمنزل، وبالتالي فإن اللجوء إلى مصحة لعلاج الإدمان أمر شبه إلزامي لضمان علاج فعال للمريض، فبعض الحالات تحتاج إلى ما يزيد عن ستة أشهر للعلاج بالمصحة وغالبا ما يكون المريض من مدمني الهروين أو الكوكايين و في مرحلة متأخرة من الإدمان.
ولا يجب أن ننسى التأثير السلبي للمخدر على أعضاء الجسم المختلفة بداية من التأثير على المخ والنظر والأعصاب والقلب و ما إلى ذلك، مما يتطلب علاج إضافي لأجزاء الجسم المتضررة من إدمان المخدر والتي ربما يطول مدة علاجها، وبعض الأمراض لا تزول نهائيا بالعلاج كمشاكل الكلام والنطق عند بعض المدمنين، ولكن بالعلاج يمكن الوصول إلى أفضل النتائج بالنسبة للمريض.
مراحل علاج الإدمان على المخدرات
لعلاج الإدمان على المخدرات يجب المرور بعدة مراحل دون إهمال أي مرحلة، حيث أن جميع المراحل تكمل بعضها، وإن فقدت مرحلة ربما لن يكون العلاج فعالا كما ينبغي. تتلخص مراحل علاج الإدمان على المخدرات في:
- التخلص من المخدر بالجسم (مرحلة الانسحاب): وذلك بمنع المادة المخدرة عن المريض ومحاولة إعطاءه بدائل مثل المهدئات حتى لا يحدث انهيار تام للجسم نتيجة منع المخدرات بطريقة مفاجئة عن المريض.
- العلاج الدوائي: وهو إعطاء المريض العقاقير الطبية اللازمة لحالته. اقرأ أيضا: 6 عقبات يجب التغلب عليها لعلاج الإدمان
- العلاج النفسي: نظرا لما يسببه الإدمان على المخدرات من حالة نفسية سيئة واكتئاب وميول انتحارية، فإن العلاج النفسي جزء لا يتجزأ من العلاج الكامل للإدمان، بل إن أهميته أحيانا تفوق أهمية العلاج الدوائي.
- العلاج الجماعي: وهي جلسات يحددها الطبيب المعالج للمريض الإدمان على المخدرات مع مرضى أخرين، ويشرح كل منهم حالته وكيف أن الإدمان دمر حياته السابقة، وما هي أهدافه من العلاج من الإدمان على المخدرات، وماذا ينوي أن يفعل بعد الشفاء التام من الإدمان. تفيد كثيرا هذه الجلسات مرضى الإدمان وذلك لأن المشاركة بقصصهم عن الإدمان تعطي الأمل والدافع للتغلب على الإدمان مما يجعلهم أكثر قوة، وان يعلموا انهم ليسوا وحيدين في ذلك.
المتابعة بعد العلاج لعدم حدوث انتكاسة: بعد إتمام المراحل السابقة من العلاج من الإدمان على المخدرات، يجب أن يتم عمل متابعة دورية ومستمرة للمريض كي لا تحدث أي انتكاسات كأن يعود للمخدر مرة أخرى، أو تحدث له أعراض اكتئاب أو ما شابه، حيث أن أكثر الإحصائيات تؤكد أن نسبة كبيرة من مدمني المخدرات يعودون إليها مرة أخرى في غضون عام من الشفاء التام، مما يجعل المتابعة أمر هام لا يمكن إهماله. اقرأ أيضا: 15 فائدة لحضور برنامج إعادة التأهيل
أمور يجب مراعاتها عند التعامل مع مريض الإدمان على المخدرات
- يجب على أهل المريض أن يدركوا أهمية التعامل الصحيح من مريض، فلا يجب نهره أو معاملته بقسوة، أو إلقاءه بالتهم أو وصمه.
- يجب أيضا أن يتعامل أهل المدمن على المخدرات على أنه مريض و ألا يحاسبوه على ما يتلفظ به من قول أو ما قد يفعل من تصرفات غير سوية وقد تتسم بالعنف.
- يجب إشعار المريض بعد خروجه من المستشفى بالثقة لكن دون أن نغفل مخاطر عودته للإدمان مرة أخرى، فيجب متابعته من قِبل الأهل بجانب المستشفى دون أن يشعر بعدم ثقتهم به.
Comments are closed.