إدمان المخدرات

يعتبر الإدمان على المخدرات من الظواهر التي نعيشها في عالمنا الحالي حيث يعد من المخاطر التي يتعرض لها الإنسان بإختلاف الأعمار و الأجناس ؛ لذلك فأنّه يهدّد حياة المدمن بشكلٍ مباشر، وفي بعض الأحيان قد يؤدي إلى بعض العاهات المستديمة نتيجة السرطانات إلى أن ينتهي به الأمر إلى الموت المفاجئ .ومن هذا يمكن إعتبار إدمان المخدرات، أو تعاطي المواد المخدرة ، هو الإعتماد على المخدرات أو العقاقير المشروعة أو الغير المشروعة التي تذهب العقل وتغيب الإدراك مانحةً إياه لذةً مؤقتة وسعادة وهمية.

وتحتوي المخدرات على الكيماويات التي تؤثر على طريقة إرسال وإستقبال ومعالجة الخلايا العصبية للمعلومات في المخ. ويعتاد المخ على ردود الأفعال هذه، ويزداد إحتياجه إلى المخدرات للشعور بالمتعة أو السعادة. ويؤدي تعاطي المخدرات لفترات طويلة إلى حدوث تغييرات في المخ التي تؤثر سلباً على اتخاد القرارات، وقدرات المعرفية، والتحكم في السلوك، إلى ضعف الذاكرة . وكلما زاد تعاطي المخدرات، إرتفع مستوى الاعتماد البدني عليها، وصعب التخلص منها.حيث أن هناك إعتقاد خاطئ سائد بين الأفراد يرى أن الإدمان علامة على ضعف الإرادة أو نقص التحكم في الذات، وأنه يتعين على الشخص المدمن أن يقرر التوقف، إلا أن إدمان المخدرات، في واقع الأمر، مرض مزمن يصيب المخ ويدفع المدمن إلى البحث عن المخدرات وإستخدامها بشكل متواصل، على الرغم من العواقب الضارة التي يتعرض لها المستخدم ومن حوله. وفي ما يلي نذكر أنواع المخدرات و اصنافها :

أنواع المخدرات واصنافها :

في الماضي كان إنتاج المخدرات على العموم  يتم من النبات  كالكوكايين من شجرة الكوكة و الحشيش والماريجوانا من نبات القنب والهيروين من نبات الخشخاش. أما الآن فيتم تصنيع أنواع كثيرة من المخدرات تصنيعا كيميائيا ، فمنها ما هو طبيعي كعقاقير مشروعة وماهو صناعي كعقاقير غير مشروعة :

1-العقاقير المشروعة

تعتبر العقاقير المشروعة  مواداً يوافق القانون على بيعها أو إستهلاكها. وعادة ما تشير العقاقير المشروعة- من منظور الإدمان- إلى الأدوية التي تباع بالوصفة الطبية أو تلك الأدوية التي تباع دون وصفة. ويمكن إستخدام العقاقير المشروعة بطرق غير قانونية وهي تستخدم كذلك بالفعل. ويطلق مصطلح تعاطي العقاقير على أي من تلك الحالات التي يتعاطى فيها الشخص عقار، حصل عليه عن طريق وصفة طبية، بطريقة لم يوافق عليها الطبيب. ويتحول تعاطي عقاقير وصفة الطبيب إلى وباء عالمي- ولا سيما تعاطي المواد الأفيونية. وتعتبر عقاقير وصفات الطبيب من أكثر العقاقير المتاحة التي يتعاطاها الأشخاص في الوقت الحالي بسبب قانونيتها، وتقبلها الإجتماعي، وتوافرها بسهولة فضلاً على قدرتها الإدمانية العالية.

2-العقاقير غير المشروعة

العقاقير غير المشروعة هي المواد الذي يحظرها القانون، وتشمل منشطات الأمفيتامين، والميثامفيتامين، والكوكايين، والهيروين، والماريجوانا / الحشيش، من بين أشياء أخرى كثيرة. وتتميز هذه العقاقير بقدرتها الإدمانية كما تترك آثار سلبية خطيرة على العقل والجسم. وتعتبر تجارة العقاقير غير المشروعة من الأنشطة العالمية الرئيسية ولها إرتباط بالجريمة المنظمة والعنف والنشاط غير القانوني. ويؤدي إستخدام العقاقير غير المشروعة إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر وعواقب أخرى خطيرة مثل دخول المستشفى ونقص المناعة المكتسبة وغيرها من التداعيات والآثار المرضية الاخرى.

اضرار المخدرات

للمخدرات اضرار عديدة تجعل الشخص المدمن أو الشخص المتعاطي مستواه في إنخفاض على مستوى الاخلاق بالإضافة إلى أن ثقة الشخص المدمن بنفسه تنخفض بالإضافة إلى أن المخدرات تجعل بعض الأوباء والعادات السيئة تنتشر في البلاد مثل فساد المجتمع والسرقات. والسبب في ذلك يرجع إلى أن الشخص المدمن يحتاج إلى مزيد من الجرعات سواء كان يملك الاموال التي تجعله قادراً على شراء جرعة جديدة أم لا وفي حالة إن كان الشخص لا يملك ثمن الجرعة فإنه قد يسرق أو يقتل في سبيل تحقيق مبتغاه والحصول على جرعة مخدرات.

كما أن المخدرات لها قدرة هائلة على إنهيار الأسر وتفكيك الروابط الاسرية الموجودة بين الزوج والزوجة والابناء وظهور المشاكل وخسارة الدولة للاموال والمؤسسات وفقد الكثير من أبنائنا.