6 أعتبارات عندما تختار مركز لعلاج الإدمان

6 أعتبارات عندما تختار مركز لعلاج الإدمان

يلجأ العديد ممن يرغبون في التعافي من الإدمان إلى أطباء متخصصون أو مراكز علاجية متخصصة في علاج الإدمان، سواء طواعية رغبة منهم في التعافي أو قسراً عندما يرغب ذويهم في مساعدتهم على علاج المخدرات أو علاج إدمان الكحول أو غيرها.

وتختلف الأساليب التي تنتهجها مراكز علاج الإدمان عن بعضها البعض اختلافاً كبيراً، فهناك المراكز التي تتبع الأسلوب العلاجي السريع لمدة شهر واحد، والبعض الآخر قد يتبع أساليب علاجية تصل إلى عدة شهور أو سنوات.

والواقع أن الملايين من الناس على مستوى العالم يدخلون إلى مصحة لعلاج الإدمان كل عام، والكثير منهم يعودون منتكسين خلال عام أو اثنين على الأكثر، بل إن الإحصائيات تشير إلى أن واحدًا من بين كل عشرة يتم علاجهم من الإدمان سنوياً يعود إلى مصحات علاج الإدمان منتكساً لما يزيد عن خمس مرات أو أكثر. هذا الرقم الكبير يدعو  إلى الحرص والتأني عند اختيار مراكز علاج الإدمان المناسبة لكل حالة على حدة.

هناك عدة نقاط  أساسية يجب وضعها في اعتبارك عند اختيار مصحة علاج الإدمان المناسبة:

1- ما هي النتائج التي تتوقعها من مصحة علاج الإدمان؟

على الرغم من أن معظم مراكز علاج الإدمان تلجأ إلى العلاج الطبي للمساعدة على تخطي مراحل انسحاب المادة المسببة للإدمان من جسم المريض، إلا أن طرق العلاج الأخرى تختلف كثيراً فيما بين هذه المراكز وبعضها البعض، وهذا الاختلاف هو ما يؤدي إلى تميز مصحة علاجية عن الأخرى، وهو أيضاً ما يضمن عدم الانتكاس على المدى الطويل.

وعلى كل، فإن أهم النقاط التي يعتمد عليها أي مركز لعلاج الإدمان بجانب العلاج الدوائي هي:

  • مجموعات العلاج.
  • استكمال برنامج مكون من 28 يوم للإقلاع عن إدمان المخدرات أو الكحوليات.

وغالباً ما تستخدم هذه المراكز نسب الأشخاص الذين استطاعوا النجاة من الانتكاس بعد العودة إلى منازلهم كمؤشر على نجاح العلاج.

تستخدم أفضل مراكز علاج الإدمان مقياساً فردياً متغيراً لقياس نجاح علاج الإدمان، ويعتمد هذا المقياس على جودة الحياة والانخراط في العمل والحالة الصحية بعد التعافي من الإدمان بالإضافة إلى بعض الاختبارات النفسية والطبية التي تعترف بها المؤسسات العالمية لعلاج الإدمان.

بوجه عام، فإن النجاح في العلاج من الإدمان في هذه المراكز هو نجاح نسبي، ولهذا يجب أن تتفق أهدافك بعد التعافي مع الوسائل التي يستخدمها مركز علاج الإدمان الذي تختاره لقياس مدى نجاح العلاج.

2- اختيار مراكز علاج الإدمان في البلد المناسب

قد تتلقى علاج الإدمان في بلدك، وكذلك يمكنك تلقيه خارج بلدك فيما يعرف بأحد أنواع السياحة العلاجية. والواقع أن لكل منهما مزاياه وعيوبه إذ أن تلقي العلاج في بلدك يضمن مساندة كبيرة من الأهل والأصدقاء لكنه يعرض المريض لإغراءات العودة إلى الإدمان.

أما تلقي العلاج في الخارج فيوفر بيئة بعيدة عن تلك الإغراءات وتصبح الخيارات المتاحة أكثر، مما يتيح لك انتقاء أعلى جودة ممكنة لتلقي العلاج من المخدرات أو علاج إدمان الكحول على حد سواء، غير أن العائق الوحيد هو قلة توافر مصحات علاج الإدمان التي تقدم خدماتها لمتحدثي اللغة العربية.

2_001

وفي كل الأحوال يجب أن تتمتع المؤسسة العلاجية التي تختارها بوجود برامج خاصة للفروق الثقافية والشخصية، لتنجح في مساعدتك على النجاح في التعافي من الإدمان بسرعة.

3- مدة البرنامج العلاجي

13080208_dee098a3d4_z

تختلف مدة البرنامج العلاجي بحسب حالة المريض، وهي عامل أساسي يجب وضعه في الاعتبار عند اختيار أسلوب العلاج المناسب. من أشهر برامج علاج الإدمان برنامج ال 28 يوم، وقد تمتد فترة العلاج حتى 90 يوم في بعض الحالات.

أي فترة تقل عن 28 يوم تعتبر غير فعالة بما يكفي لعلاج الإدمان، سواء لعلاج المخدرات أو إدمان الكحول، وقد يتطلب الأمر أن يمتد دعم المتعافي لما بعد عودته لممارسة حياته الطبيعية.

4- هل يتضمن برنامج العلاج طريقة لتقليل أعراض الانسحاب؟

Untitled-1

يعاني مرضى الإدمان عند علاجهم من أعراض الانسحاب ومن رغبتهم وتوقهم الجسدي لتناول المخدرات أو الكحول، وهناك العديد من العقاقير الطبية التي تساعد في تخطي هذه الرغبة ومن بينها الميثادون وغيره من العقاقير. وعلى كل فإن عملية سحب المخدر يجب أن تتم دوماً تحت إشراف أطباء متخصصين يتمتعون بكفاءة عالية للغاية.

5- هل يتضمن الأسلوب العلاجي برنامج التغذية العلاجية؟

تشير الدراسات بوجه عام إلى تدني الحالة الصحية المصاحبة لمدمني المخدرات والكحول، حيث يتسبب الإدمان في الإصابة بأمراض فقر الدم وأمراض المخ والقلب، ويتسبب إدمان المواد الأفيونية في الإصابة بأمراض سوء التغذية.

152873906_fa79c2b43e_z

وتشير دراسة أجرتها د. كاثلين كير إلى أن نسبة نجاح علاج الإدمان بدون برنامج غذائي مناسب تتراوح بين 17-50%، في حين ترتفع هذه النسبة عندما يتضمن العلاج برنامج غذائي مناسب لتصل إلى نسبة تتراوح بين 60-80%.

وعلى كل يجب مراعاة أن يختلف البرنامج الغذائي الذي تقدمه المصحة العلاجية بحسب الحالة الفردية للمريض وبحسب نوع المخدرات التي يعالج من إدمانها.

6- مدى مساهمة المركز العلاجي في عودة المتعافي لحياته الطبيعية

مهما كان شعور المريض بنجاحه في التعافي من الإدمان فإن الأمر يختلف عند عودته لحياته الطبيعية، إذ أنه حينها يجابه مشاكل الحياة وضغوطها وتحديات العمل، وتعقيدات العلاقات مع الأهل والأصدقاء، وهذا ما يزيد من فرص الانتكاس وإغراءات العودة إلى إدمان الكحول أو إلى إدمان المخدرات مرة أخرى.

لهذا فإن البرنامج العلاجي الناجح يجب أن يتضمن تعليم المدمن كيفية مجابهة الضغوط والتصدي لها، ويساعده على اكتشاف المهارات الذاتية التي تمنع انتكاسه ثانية بعد عودته لحياته الطبيعية.

1732787905_4f4b242d08_z

إن التعافي من الإدمان ليس عملية سهلة، ولهذا فإن الجزء الأصعب من العلاج هو إجراء التغيير اللازم في حياة المريض بحيث يصبح قادراً على اتخاذ مساره في الحياة ومواجهة الضعف الذي قاده إلى إدمان المخدرات أو الكحول، ويساعد على ذلك قوته التي تنبع من داخله، وعليه ألا يخجل من طلب العون عندما يحتاجه لتستقيم حياته ولا يتعرض بعدها للانتكاس.