أضرار الكحول

أضرار الكحول

عَرف الإنسان المشروبات الكحولية في وقت مبكر جداً من التاريخ، حيث تشير المخطوطات الأثرية إلى ظهور تلك المشروبات قبل 8000 سنة تقريباً وكانت تستخدم في أغراض عديدة، في مقدمتها استخدامها الطبي بصفتها مخدراً ومسكناً للآلام قبل اكتشاف البنج.

تطور الأمر على مر العصور وأصبح تناول الخمور أحد أشكال الترف والرفاهية، ثم في وقت لاحق ظهر مصطلح إدمان الكحوليات بعدما أثبتت الدراسات أن اعتياد تناول الكحول يتسبب في إصابة الإنسان بنوع من الاضطراب يفقده السيطرة على معدلات استهلاك تلك المشروبات على الرغم مما يشكله من خطورة على حياتهم.

أضرار الكحول

يعتبر إدمان الخمر أو الكحوليات هو نوع الإدمان الأكثر شيوعاً وانتشاراً حول العالم، كما اعتبره العلماء نوع الإدمان الأكثر خطورة لما تمثله أضرار الكحول من تهديد لسلامة الأفراد وبنية المجتمعات ككل، مما دفع الحكومات -بما في ذلك الحكومات الغربية- إلى سن القوانين الهادفة إلى الحد من معدلات استهلاك المشروبات المحتوية على الكحول الإيثيلي أو الإيثانول المُسكر.

مخاطر و أضرار الكحول

كشفت الدراسات العلمية عن تعدد أضرار الكحول والمخاطر الصحية الجسيمة التي تأتي مترتبة على الإسراف في تناوله، لكن الأخطر من ذلك هو أن علاج إدمان الكحول يرتبط بصورة مباشرة بمدى رغبة المريض في الإقلاع عن الكحوليات، يعد ذلك بمثابة الخطوة الأولى والأصعب على طريق التعافي، حيث أن تأخر اتخاذ ذلك القرار يزيد احتمالات التعرض لأي من أضرار الكحول على الجسم التي يُصنف بعضها ضمن الأمراض المهددة للحياة.

أضرار الكحول على الجسم

أضرار الكحول على الجسم

يُشير مصطلح أضرار الكحول على الجسم أو أضرار الكحول العامة إلى مجموعة الأمراض والمخاطر الصحية التي تأتي مترتبة على الإسراف في استهلاك الكحول المحتوية عليه الخمور بنسب مختلفة تتراوح ما بين 13 : 27 جراماً تقريباً.

يختلف نوع أضرار الكحول واحتمالات وقوع الإصابة بها تبعاً لمعدلات استهلاك تلك المشروبات وطول المدة الزمنية التي أدمن خلالها الشُرب بالإضافة إلى حالة المريض الصحية ومدى استعداده الجيني لوقوع الإصابة.

تختلف أيضاً أضرار الكحول على الجسم من حيث مستوى الشدة حسب نوع الإصابة وموضعها؛ حيث هناك أضرار متوسطة الشدة تظهر على المدى القريب في حين الأضرار الأشدة خطورة مثل أضرار الكحول على الكبد تظهر على المدى البعيد مع ارتفاع معدلات تشبع خلايا الجسم بتلك السموم.

من مخاطر إدمان الكحول ما يلي:

    • تهتك غشاء المعدة نتيجة تكرار الغثيان والتقيؤ
    • حدوث الإصابة بقرحة المعدة
    • تزداد احتمالات وقوع الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الجهاز الهضمي والبلعوم والفم وسرطان الثدي لدى النساء
    • اعتلال عضلة القلب ابتداءً من ضعف معدل النبضات وصولاً إلى الفشل التام
    • زيادة احتمالات التعرض إلى السكتة الدماغية
    • فقر الدم المزمن نتيجة انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء
    • مرض النقرس نتيجة ارتفاع حموضة البول
    • الاضطرابات العقلية مثل الخرف وفقدان الذاكرة نتيجة تقلص بعض مناطق الدماغ بنسبة  1.9% تقريباً
    • ضعف جهاز المناعة
  • يضعف القدرة الجنسية والإنجابية وقد يتفاقم الأمر إلى العجز الجنسي التام

أضرار الكحول على الكبد

يُصنف الكبد ضمن مجموعة الأعضاء النبيلة أي الأعضاء التي لا يمكن للجسم العيش بدونهم كما أن تضرره يؤدي إلى إحداث قصور في نشاط الأعضاء الأخرى، لذلك يعتبر الأطباء أضرار الكحول على الكبد هي الأخطر بين مختلف أضرار الكحول الصحية، خاصة أن خلايا الكبد بالغة الحساسية تجاه تلك السموم مما يجعل التهاب الكبد الكحولي أحد النتائج الحتمية المترتبة على تناول الكحوليات.

تقع أضرار الكحول على الكبد من خلال ثلاث مراحل مُتدرجة الخطورة، كما يتوقف مستوى تضرر عضو الكبد على معدلات استهلاك المشروبات المحتوية على الكحول الإيثيلي، أو الاستمرار في تناولها لفترات طويلة حتى لو كان ذلك بكميات أقل وذلك على النحو التالي:

    • تشميع الكبد: يحدث نتيجة انخفاض معدلات عملية التمثيل الغذائي في جسم الإنسان مما يؤدي إلى تراكم حويصلات الدهون على الخلايا الكبدية.
    • الالتهاب الكبدي: تظهر المرحلة الثانية المتمثلة في الالتهاب الكبدي بعد عِدة أعوام من بدء استهلاك الخمور، خطورة هذا المرض الحقيقية تكمن في قلة الأعراض التي تصاحب بداية وقوع الإصابة مما يقلل احتمالات اكتشافه قبل أن يتفشى بشكل كامل.
  • تليف الكبد: مرحلة متطورة من مراحل التشمع يحدث خلالها حلول خلايا متليفة محل الخلايا السليمة مما قد يؤدي إلى فشل عضو الكبد تماماً، كما يأتي هذا المرض في المركز الثاني عشر ضمن قائمة الأمراض المسببة للوفاة.

أضرار الكحول على الكبد

أضرار الكحول على البشرة

رصدت الدراسات العديد من أضرار الكحول على البشرة مما دفع الأطباء إلى اعتبار تناول الكحوليات -ولو بنسب قليلة- العدو رقم واحد لصحة الجلد. تظهر أضرار الكحول على البشرة على مر السنين مع زيادة معدلات نسب استهلاك الكحول وامتصاصه في مجرى الدم، تتمثل تلك الأضرار في مجموعة من المشاكل الصحية التي تؤثر بشكل سلبي على مظهر الجلد، مما يجعل إدمان الكحول أحد الأسباب المباشرة المؤدية إلى الشيخوخة المبكرة ومن آثار الكحول السلبية على صحة البشرة ما يلي:

    • يؤدي الكحول إلى خفض نسبة السوائل في خلايا الجلد مما يتسبب في حدوث جفاف البشرة
    • يعمل على تدمير الكولاجين مما يتسبب في فقدان البشرة نضارتها
    • يسرع من وتيرة ظهور تجاعيد وانكماشات الوجه
  • تشير النتائج الأولية إلى أن الكحول يلعب دوراً في ظهور البقع الداكنة على البشرة ولكن لم يتم تأكيد ذلك حتى الآن

Click here to subscribe