مراحل علاج الإدمان

مراحل علاج الإدمان

حياتنا جميعاً مجموعة من المراحل المتدرجة، والتي تختلف من حيث الصعوبة بتطور الزمن. جميعنا ندخل الحياة رضعاً كاملي الاعتماد على غيرنا، ثم ننمو ونستقل تدريجياً.

مراحل الحياة الأولى غالباً ما تكون الأصعب علينا لضعف إمكانياتنا وقدراتنا ويزداد فيها اعتمادنا على الغير. معالجة الإدمان –كأغلب الحياة- تمر بمراحل متعددة.

فما هي مراحل علاج الإدمان؟ وما مبادئ معالجة الإدمان الأساسية؟ وما توجهاتها المختلفة ؟ هذا ما سنتعرض له في هذه السطور.

m21

ما هي مبادئ معالجة الإدمان؟

بحسب دليل معالجة الإدمان الصادر عن المعهد القومي الأمريكي لتعاطي المواد المخدرة هناك عديد من المبادئ المهمة التي ترتكز عليها عملية العلاج:

    1. الإدمان مرض معقد يؤثر على المخ والسلوك ولكنه قابل للعلاج.
    1. لا يوجد علاج ثابت يصلح لكل الحالات.
    1. ينبغي أن يكون العلاج متوفراً في الحال.
    1. العلاج الفعال يلبي احتياجات المريض المتعددة وليس فقط مشكة تعاطيه لمادة بعينها.
    1. لا بد من الاستمرار على العلاج فترة من الزمن.
    1. العلاج السلوكي هو الشكل الأكثر انتشاراً في علاج أمراض استخدام المواد.
    1. العلاج الدوائي عنصر مهم في علاج كثير من الحالات لاسيما إذا صاحبها العلاج السلوكي والاستشارات.
    1. لا بد من التقييم المستمر لخطة العلاج وتغييرها حال الضرورة لتلبي احتياجات المريض المتغيرة.
    1. عديد من المدمنين لديهم أمراض عقلية أخرى.
    1. إزالة آثار المادة المخدرة Detoxification طبياً هو – فقط – أولى مراحل العلاج ونادراً ما تكفي وحدها.
    1. لا يشترط لفعالية العلاج اختيار المريض له بإرادته الحرة.
    1. لا بد من متابعة استخدام المريض للمادة المخدرة أثناء فترة العلاج.
  1. على البرامج العلاجية أن تختبر المرضى حال كونهم يحملون أمراضاً معدية كالإيدز وفيروس الالتهاب الكبدي ، على أن يتم إمدادهم بإرشاد مهدف وتوجيههم للعلاج عند الضرورة.

ما هي توجهات معالجة الإدمان؟

بحسب المعهد القومي الأمريكي لمعالجة الإدمان فإن هدف العلاج هو مساعدة المريض على التوقف عن التعاطي، والبقاء بدون تعاطي والحفاظ على فعاليته بين عائلته وفي المجتمع والعمل.

هناك توجهان عامان لمعالجة الإدمان:

العلاج الخارجي”Outpatient”

ويتميز عن الداخلي في أنه:

    1. يكون أقل في التكلفة ويتجاوز مشكلة الحرج الاجتماعي التي قد يستشعرها البعض.
  1. مناسب من حيث الفاعلية للحالات الخفيفة والمتوسطة لا سيما مرضى استخدام الكحول.

العلاج الداخلي”Inpatient”

ويتميز عن الداخلي في أنه:

    1. يعطي الفرصة للمتابعة المستمرة.
  1. يعد الحل الأمثل للمرضى غير الملتزمين بالخطة العلاجية.

يندرج تحت التوجهين العامين ثلاثة أساليب في العلاج :

    1. العلاج السلوكي: مثل العلاج المعرفي السلوكي والعلاج بالتعزيز التحفيزي.
  1. العلاج الدوائي: ويشمل استخدام الأدوية التي توصف بواسطة الطبيب المتخصص.

الجمع بين كلا الأسلوبين: السلوكي والدوائي.

m22

ما هي مراحل علاج الإدمان؟

يمكننا حصر مراحل علاج الإدمان في خمس مراحل أساسية:

التخلص من السمية. “Detoxification” ، الاستشارات السلوكية ، العلاج الدوائي ، تقييم وعلاج الحالات المرضية المصاحبة (كالقلق والاكتئاب) ، المتابعة طويلة المدى لمنع الانتكاسة

  1. التخلص من السمية. “Detoxification”

يمكننا تعريف التخلص من السمية على أنه مجموعة من التدخلات الطبية تهدف للتحكم في أعراض الانسحاب وتقليل الضرر الناجم عن استخدام المادة المخدرة.

  1. الاستشارات السلوكية

كما سبق أن قلنا أن الإدمان يؤثر في السلوك كما يؤثر في المخ فلابد من توفر استشارات سلوكية ويقوم بها متخصصون في العلاج السلوكي لتتم متابعة العنصر السلوكي مع المريض.

  1. العلاج الدوائي

هناك العديد من الأدوية التي توصف لعلاج الإدمان، وقد تعتمد على عنصر التنفير من تعاطي المادة المخدرة نفسها، مثل عقار “دايسلفيرام” في علاج إدمان الكحول والذي يؤثر على عملية التمثيل الغذائي للكحول داخل الجسم مسبباً رائحة كريهة تنفر المريض من استخدامه. كما تهدف بعض الأدوية للسيطرة على أعراض الانسحاب، وبصفة عامة توصف الأدوية المناسبة لأنواع المواد المخدرة بواسطة الطبيب المتخصص.

  1. تقييم وعلاج الحالات المرضية المصاحبة (كالقلق والاكتئاب)

عديد من مرضى استخدام المواد المخدرة يعانون من أمراض مصاحبة كالقلق والاكتئاب، ويتضمن تقييم وعلاج الحالات المرضية المصاحبة سبع عناصر:

    • الفحص Screening”” ، التقييم “”Assessment والإحالة “referral”.
    • الاستشارات العقلية والبدنية.
    • تدخل من طبيب نفسي مؤهل لوصف الأدوية.
    • إعطاء الأدوية ومتابعتها.
    • تقديم دعم نفس-تعليمي.
    • مجموعات حل المشاكل الثنائية في مكان العلاج “”Onsite.
  • مجموعات دعم متبادل ثناية للتعافي خارج مكان العلاج “”Offsite.
  1. المتابعة طويلة المدى لمنع الانتكاسة

مرض استخدام المواد المخدرة من الأمراض المعرضة لحدوث الانتكاسة ولذلك فلا بد أن يحتوي البرنامج العلاجي على متابعة طويلة المدى لمنع الانتكاسة، كما يفترض اكتساب المريض لمهارات اتخاذ القرارات والتعرف على الفخاخ النفسية التي يمكن أن يتعرض لها ، كما عليه أن يعرف كيف يمكنه تجنب الضغوط التي يمكن أن يتعرض لها من البيئة المحيطة.

m23

وختاماً .. معالجة الإدمان تكمن في جودة اتخاذ القرار من حيث التوقيت والتصميم على التنفيذ، كما يعتمد النجاح على الإرادة الصارمة في الاستمرارية على عدم العودة للتعاطي. وكما ذكرنا في بداية المقال، المراحل الأولى قد تكون أصعب لاعتمادنا على الغير، وهذا لا يعني أن المراحل الأخيرة –خاصة في متابعة منع الانتكاسة- سهلة، لكن سهولتها في اعتمادها الأساسي على إرادة المريض، فإذا تجاوز ضعف الإرادة يمكنه الانتصار والنجاح.