كيف يساعد المجتمع مدمني المخدرات؟

كيف يساعد المجتمع مدمني المخدرات؟

خلال الآونة الأخيرة، انتشر إدمان المخدرات بنسبة كبيرة بين الشباب والمراهقين نتيجة لتفاقم العديد من المشكلات داخل المجتمع ومن أهمها ارتفاع نسبة البطالة وقلة الوعي والتفكك الأسري وغياب الوازع الديني. كما أصبح الإدمان من أهم العوامل التي تؤثر سلبًا على بنية المجتمع لما له من آثار مدمرة على كافة النواحي الصحية، الاجتماعية والاقتصادية، مما دفع بالعديد من المؤسسات المجتمعية لتقديم بعض الحلول للتصدي لتلك المشكلة والقضاء عليها نهائيًا.

وقد اهتمت الحكومات بإنشاء مؤسسات عامة لعلاج الإدمان، مع تقديم الندوات والمؤتمرات التي تساعد على زيادة الوعي الثقافي والمجتمعي لمحاربة خطر الإدمان، خاصةً بين الشباب والفئات المعرضة للإدمان.

الأضرار الصحية الناتجة عن إدمان المخدرات

مدمني المخدرات هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المرتبطة بالجهاز العصبي نتيجة لتدمير الخلايا العصبية والدماغية، فيؤدي ذلك للإصابة بعدة أمراض مثل:

  • فقدان الذاكرة
  • خلل وظائف الدماغ
  • الهلوسات والتهيؤات

1

كما يؤثر إدمان المخدرات كذلك على صحة الكبد ويؤدي للإصابة بتلف الكبد وارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، يعد إدمان المخدرات من أهم الأسباب وراء انتشار الأمراض الخطيرة كمرض الإيدز أو نقص المناعة المكتسبة والتهاب الكبدي الوبائي وغيرها من الأمراض الوبائية.

الأضرار الاجتماعية لإدمان المخدرات

يؤدي إدمان المخدرات لتدمير الأسرة والمجتمع من خلال التفكك الأسري وارتفاع حالات الطلاق بسبب إدمان أحد الزوجين للمخدرات، كما يتسبب أيضًا في تدمير المستقبل العلمي لمدمن المخدرات نتيجة لضعف التحصيل العلمي وتكرار الرسوب.

2_001

إلى جانب ذلك، يتسبب الإدمان في ارتفاع نسبة الجرائم المختلفة نتيجة لغياب الوعي وزيادة العنف، فتنتشر حالات السرقة والقتل والاغتصاب.

الأضرار الاقتصادية لإدمان المخدرات

ينفق مدمن المخدرات أموال طائلة لشراء العقاقير المخدرة، وهو ما يؤثر على دخل الأسرة أو دخل الأفراد. كما يتم استهلاك مبالغ كبيرة من المال في مجال تجارة المخدرات، وهو ما يضر بالاقتصاد القومي و الدولي بشكل مباشر.

ما هو دور المجتمع لمكافحة إدمان المخدرات؟

من المعلوم أن مدمن المخدرات ما هو إلا ضحية للمجتمع نتيجة لنشأته في ظل ظروف قاسية أدت لتعرضه لإدمان المخدرات دون ضوابط رادعة. لذلك، يجب أن يشارك الجميع في علاجه لتفادي الآثار المدمرة للمخدرات التي سيتأثر بها المجتمع، ومع تقديم الوسائل المناسبة للعلاج، يمكن تحقيق نسبة كبيرة لنجاح علاج الإدمان بين الشباب.

ويقع على المجتمع عبء كبير لمكافحة ظاهرة الإدمان، ويتمثل ذلك في تعاون المؤسسات المدنية مع الحكومات لزيادة نسبة الوعي لدى الشباب والمراهقين من خلال وسائل الإعلام المختلفة. ويمكن تلخيص دور المجتمع لعلاج تلك المشكلة فيما يلي:

3_001

دور حكومي

  • منع تداول العقاقير المخدرة بدون وصفة طبية والتصدي لمنافذ بيعها بشدة وحزم.
  • إنشاء مراكز متخصصة لعلاج الإدمان بشكل مجانا وبشكل سري للحفاظ على خصوصية المدمن الذي يرغب في العلاج، مع توفير الأطباء المتخصصين لذلك. كما لا بد من إجراء الكشوفات الدورية بين الفئات العمرية المعرضة للإدمان بداخل المدارس والجامعات للاكتشاف المبكر وزيادة نسبة نجاح العلاج.
  • التنسيق مع الهيئات والمؤسسات الدولية وتطبيق أحدث تقنيات وطرق علاج الإدمان ووسائل التوعية.
  • إعداد دورات تدريبية وندوات لتوعية الشباب والمراهقين عن مخاطر الإدمان وكيفية التصدي له من خلال وسائل الإعلام المختلفة كالتلفاز، وسائل التواصل الاجتماعي والتجمعات الشبابية بداخل الجامعات والمدارس أو النوادي.

دور مجتمعي

  • تقديم الأنشطة المختلفة التي تجذب الفئات الشبابية ما بين عمر 18 و 25 سنة في المجالات الرياضية، الثقافية والاجتماعية للاندماج بداخل المجتمع واستغلال جهودهم في أعمال مفيدة.
  • زيادة الحملات الدعائية للتشجيع على علاج الإدمان وتوفير سبل الرعاية الكافية، مع التأكيد على أهمية تقبل المجتمع لمدمني المخدرات بعد إتمام العلاج وتوفير فرص عمل مناسبة.
  • تدعيم الدور الأساسي للأسرة في التنشئة الاجتماعية الصحية على العادات والتقاليد والأسس الدينية. فينبغي على الأب والأم تقديم النصيحة للأبناء وتقويم سلوكياتهم الخاصة، مع التوجيه والابتعاد عن أصدقاء السوء. ولا بد أن يكون الأب قدوة صالحة للأبناء للوقاية من الوقوع في مخاطر الإدمان.